ثقافة نقشات رمضانية: صراع وتنافـس بيـن القنوات حول حـرب «الأوديــــمــات»..
رغم كل ما سبقه من حملات دعائية، وما كلفه من مصاريف باهظة حيث قاربت ميزانيته الـ3 مليارات، فان مسلسل «وردة وكتاب» الذي تبثه القناة الوطنية الأولى، كان مخيبا للآمال، لا فقط من الناحية التقنية ورداءة الصورة بل أيضا من ناحية السيناريو الذي طغت عليه الرتابة، والحوار الفاقد للدينامكية، ف»وردة وكتاب» الذي كلّف المؤسسة الوطنية مصاريف 7 أشهر تصوير وخلاص اكثر من 200 ممثل لم يرتق الى المستوى المطلوب، وغاب عن حديث الشارع التونسي رغم ضمّه لخيرة نجوم الدراما التونسية، كما نشير الى انتقادات رافقت عملية الكاستينغ، حيث برهنت بعض الوجوه الشابة على عجزها عن تقمص ادوار مركبة واتقانها اللهجات الداخلية، كما هو شأن الممثلة رشا معاوية التي لم تنجح في تقمص شخصية الفتاة اصيلة سيدي بوزيد، رغم تميزها السنة الفارطة في مسلسل «ليلة الشكّ».
و الثابت ان القناة الوطنية ارادت من خلال هذا العمل الدرامي ارضاء الجميع من ممثلين وتقنيين ومخرجين و«وابناء الدار» متجاهلة المحتوى والمنافسة، مع العلم ان احد اسباب فشل هذا المسلسل هو كون السيناريو كتب منذ سنة 2011 وقد رفضته مؤسسة التلفزة انذاك ليتم قبوله الآن دون القيام باي تغيرات على الأحداث التي تجاوزها الزمن.
فتحي الهداوي: ليتك لم تفعلها
سجل الممثل فتحي الهداوي غيابه هذه السنة عن الاعمال الدرامية، واكتفى بالتركيز على سلسلة «الرئيس» الذي تبثه قناة التاسعة، فشاهدناه في دور الكوميدي وهي شخصية لم نعهدها في الهداوي الذي طالما اتسمت الشخصيات التي يؤديها بالجدية، ورغم ما تم رصده لهذا العمل من امكانات وضمه لعدد كبير من النجوم، فانه لم يترك البصمة المرجوة، ومرّ دون ان يدير الرقاب اليه، حيث غابت عنه الضحكة، ولممثلنا المبدع فتحي الهداوي نقول : ليتك لم تفعلها ..فتاريخك اكبر»
الأكابر: ضحية رمضان
لم ينجح مسلسل «الأكابر « الذي تبثه قناة حنبعل في احتلال المراتب الأولى في نسب المشاهد، كما أنه لم يخلق الضجة المنتظرة، رغم كونه على قدر عال من الحرفية سواء على مستوى الاخراج أو السيناريو أو الكاستينغ، ـ مع بعض المآخذ بخصوص المشاركة اللبنانية والتي كان بالامكان الاستغناء عنها ـ، كما ننوه بالمجهود الواضح لمخرج العمل مديح بلعيد الذي تميز في السابق في مسلسل «نجوم الليل» و«ناعورة الهواء 1»، ولئن اكد بعض ابطال هذا العمل خلال تصريحاتهم ان اهم اسباب فشل «الأكابر» في جذب المشاهد هو كونه يبث على قناة حنبعل، فاننا نشير الى مسألة اخرى في غاية الأهمية وهي غياب السياسة الاتصالية والدعائية للمسلسل.
كمال التواتي: بين البوليس ولمبوتياج .. حالة غير عادية
شدنا الممثل المتميز كمال التواتي خلال هذا الموسم بدور «رشيد» في سلسلة «بوليس حالة عادية»، حيث شهدت شخصيته تطورا كبيرا على مستوى الأداء والحضور مقارنة بالجزء الأول من السلسلة، كما شكّل التواتي صحبة لطفي العبدلي ثنائيا متناغما، ذكّرنا بما جمعه بالراحل سفيان الشعري في سلسلة «نسيبتي العزيزة» .. ولئن حقق التواتي المراد منه في «بوليس حالة عادية» واستعاد بريقه الذي فقده نوعا ما في السنوات الأخيرة، فانه فاجأنا بدور آخر مختلف تماما عن «رشيد» في «بوليس»، ونقصد مشاركته في سلسلة ّلومبوتياج» بشخصية الأب «مرشد»، سلسلة غابت عنها الحركة والابداع والتجديد واقتصرت على مشاهد مكررة داخل سيارة وهو ما يفسر عدم تحقيق هذه السلسلة لأي نجاح يذكر .
«ألو جدّة» والسقوط في الرتابة
لئن نجح برنامج الكاميرا خفية «ألو جدة» في شدّ الانتباه اليه وتحقيق نسب مشاهدة مرتفعة وتحوله الى حديث الناس في المقاهي وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، فان بريقه انطفأ تدريجيا مع تكرر نفس المواقف ونفس المداخلات دون البحث عن التجديد من حلقة الى أخرى، فباتت الحلقات متشابهة خاصة مع اصرار فريق البرنامج على استضافة ضحايا لهم تقريبا نفس التوجهات والانتماءات السياسية، كما كان حريا بفريق البرنامج الابتعاد عن استضافة شخصيات عرفت بحبها لبـن علي ودفاعها المستميت عنه لأن عنصر التشويق زال، فما الفائدة من استضافة منذر قفراش، أو عبير موسي أو الشاعرة ليلى المكي صاحبة قصيد «نا البايدة بنت النظام البايد»، فهل بعد هذا الاعتراف اعتراف؟
دنيا أخرى: وللناس في ما يعشقون مذاهب
يلاحظ المتابع لسيتكوم «دنيا أخرى» على قناة الحوار التونسي تعمد فريق السلسلة تكرار نفس المفردات وملامح الوجه والحركات التي قدمت خلال برنامج «لاباس»، ولعل تمسك نوفل الورتاني وفريقه بنفس الشخصيات والعبارات افقد السلسلة بريقها، ولكريم الغربي نقول: «حاول الخروج من جلباب تلك الشخصية البلهاء، لأن من يعرف قدراتك التمثيلية على خشبة المسرح يستغرب سقوطك في هذا الفخّ»..
أولاد مفيدة: اذا حبوك ارتاح
«اذا حبوك ارتاح» مثل شعبي ينطبق بنسبة كبيرة على مسلسل «اولاد مفيدة» واعمال سامي الفهري بصفة عامة، فبقدر ما نطالعه من انتقادات يومية لهذا المسلسل لاحتوائه على مشاهد جريئة وتطرقه الى مواضيع حساسة بقدر ما ترتفع نسب مشاهدته، وهذا الامر لا تؤكده شركات سبر الاراء فحسب بل ايضا اراء الشارع التونسي سواء بالمقاهي او صفحات التواصل الاجتماعي .. وهنا نؤكد ان الفهري عرف وكعادته من أين تؤكل الكتف..
أعدتها: سناء الماجري